الفجيرة بين الماضي والحاضر في ثالث أمسيات هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام
2017-06-24


الفجيرة نيوز- فريال الرشيد
برعاية وحضور سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة و الإعلام، نظمت الهيئة مساء يوم الخميس 23 يونيو الجاري في فندق نوفوتيل الفجيرة، أمسيتها الرمضانية الثالثة بعنوان: “الفجيرة أيام أول”، ضمن جلسة أدارها الكاتب والباحث الأردني، الدكتور حكمت النوايسة مدير ادارة الثقافة بالهيئة ، وتحدث فيها كل من: المستشار الأستاذ عبدالسلام الخلايلة، الأمين العام لمجلس رعاية التعليم والشؤون الأكاديمية بالفجيرة، و عبدالله الشجاع، عضو لجنة فض المنازعات الإيجارية بالفجيرة، وعضو سابق بمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، والباحثة بدرية الحوسني عضو لجنة جرد التراث غير المادي في دولة الإمارات، ومديرة مكتب معهد التراث بكلباء.
حضر الأمسية المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ونائبه يحيى القيسي وعدد من المسؤولين وجمع غفير من الجمهور.
وتناول المتحدثون خلال الجلسة، عدداً من المحاور، دارت حول تراثيات وأصالة إمارة الفجيرة وعمق تاريخها وعراقتها، باحثين في سجلات الماضي، والتطور الزمني والعمراني والتراثي والثقافي الذي تسير على نهجه الإمارة، وصولاً إلى حداثة في المفاهيم والأفكار وفي مختلف مجالات الحياة، حيث تم تسليط الضوء من قبل الباحثين على التغيرات التي شهدتها إمارة الفجيرة، والتي بموجبها أصبحت الإمارة في مصاف الدول المتقدمة، منتهجة نهج القيادة الرشيدة التي سعت جاهدة في دعم حركة التطور والتقدم الملحوظ، الذي تسعى من خلاله إلى تحقيق الرفاهية والاستقرار لشعبها وللمقيمين على أرضها، وترسيخ المفاهيم والقيم النبيلة التي تتوارثها الأجيال عبر الزمن.
وتناول المستشار عبدالسلام الخلايلة خلال الجلسة، ما قدمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، من رعاية لأبناء شعبه و من مشاريع تنموية وخدمية في جميع المجالات، كان نتاجها، التقدم والنماء والأعمال الإنتاجية والإنجازات التي تعاصرها الدولة في الوقت الراهن، والتي ينهل من خيراتها كل مواطن ومقيم على أرض هذا الوطن، وصولاً إلى كافة الدول الإسلامية والدول الأخرى، مما كان له الأثر البالغ فيما توصلت إليه الإمارة من تقدم في مختلف ميادينها، ومن نقلة نوعية لظروف حياة معيشية صعبة كان يعانيها أبناء وأهالي الإمارات سابقاً ما قبل قيام الاتحاد على صعيد الحياة والعمل والأمن والاستقرار، وبدعم القيادة الرشيدة وبنظرة عميقة بعيدة المدى تمتعت على أثرها الإمارة بمكانة مرموقة متميزة.
وعن تاريخ إمارة الفجيرة، أشار الخلايلة إلى ما تم اكتشافه من آثار تعود إلى ما يقارب 1600 قبل الميلاد، حيث مرت عليها حضارات من عصور سابقة شتى، ما كان له الدور الكبير في النهضة على مستوى العالم الإسلامي، والعديد من المنجزات الحضارية والمعمارية، وتطور الحركة الاقتصادية، والمبادرات المختلفة والتقدم في مختلف المستويات، شكل كل ذلك طفرة من المشاريع الحيوية بدعم من قيادة الدولة الحكيمة التي لم تبخل في إثراء الإمارة بمظاهر التقدم والتطور الفكري والثقافي في مختلف الميادين.

ومن جهته، تطرق عبدالله الشجاع في حديثه، إلى “المعاناة والحياة السابقة التي تأسست على أثرها الحياة الحالية”، حيث قال: “إن جيل الآباء والأجداد، وجيلنا نحن وجيل الاتحاد أي الشباب، قد عاصرنا وعايشنا الآباء وتعلمنا منهم الحكمة والصبر والرجولة وغير ذلك الكثير، لمواجهة الظروف الصعبة في المعيشة والحياة عامة”. واستعان بعدد من الأمثلة لما كان يعانيه أهالي الإمارة والدولة عموماً من صعوبات في تأمين أساسيات الحياة من مأكل وملبس، وبُعدِ المسافات والطرق والجهد المبذول لتأمين أبسط الاحتياجات، فتحدث عن معاناة المزارعين في تأمين أدوات وآلات الزراعة، ومشاكل تأمين المحاصيل الزراعية وبيعها، ومعاناة الصيادين في بيع الصيد الوفير الذي كانوا يجنونه سابقاً، وصعوبة توفير القوارب واللوازم الأخرى، ومعاناة السفر والتنقل والترحال وعدم وجود طرق معبدة، ومعاناة الحصول على وظائف مناسبة، وما تعانيه المرأة سابقاً من جهد في سبيل توفير كافة الاحتياجات اللازمة والقيام بالأعمال المنزلية الشاقة، ومعاناة عدم توفر المستشفيات وصعوبة إيجاد العلاج المناسب والاعتماد على الأدوية الشعبية، وغير ذلك من أمثلة على ما كان يعانيه الأهالي وأبناء المنطقة سابقاً، وما أصبح عليه الحال في الوقت الحالي، من تطور تكنولوجي وسهولة في الحياة المعيشية، وتوفير فرص عمل في مختلف المجالات، وتطوير الآلات والأدوات الزراعية والصناعية، وتشييد الطرق والبيوت بأفضل الوسائل الحديثة، وتوفير المستشفيات والمراكز الصحية، والخدمات الصحية ذات الجودة العالية، وغير ذلك من تطورات عديدة.
واختتمت الباحثة بدرية الحوسني الجلسة، بحديثها عن أهمية التراث وكيفية صونه، مشيرة إلى أن تراث أي أمة متأصل في أبنائها، مستندة إلى أهم بنود اتفاقية اليونسكو 2003 لصون التراث غير المادي، والتي تسلط الضوء على التنوع التراثي الطبيعي ومحاولات لتوثيق التراث غير المادي من قيم وعادات وتقاليد ومفاهيم عاشرها أبناء المنطقة، بهدف الحفاظ على تاريخ وتراث إمارة الفجيرة، كما تناولت عدداً من المحاور دارت حول بعض التراثيات والعادات القديمة التي مازالت قائمة وأضيفت عليها بعض التعديلات، مثل عادات الزواج وغيرها، إضافة إلى عادات أصبحت شبه مندثرة، مؤكدة على أن منظمة اليونسكو أتاحت فرصة للحفاظ على التراث وصونه، كما لم يبخل أهالي المنطقة بالحفاظ على تراثها، وقالت: “لابد من التسويق للتراث بمختلف الطرق سواء عن طريق الأرشفة الإلكترونية للمواد التراثية، أو عمل بوابة إلكترونية لتراث الإمارة أو غير ذلك، لتوثيق التراث بطريقة علمية مناسبة ودمجه بشكل جديد وحديث، ونقله للجيل الجديد لتفادي اندثاره، ولابد من وجود وعي في المجتمع المحلي بأهمية التراث والحفاظ عليه”.

الإشتراك في النشرة البريدية

كن على إطلاع على أحدث الفعاليات والأخبار