الحكواتي من تونس .. يروي قصة حب تراجيدية
2016-02-22
ضمن فعاليات اليوم الثاني لمهرجان الفجيرة للفنون بمسرح بيت المونودراما بدبا الفجيرة، يأتي عرض “الحكواتي” للمؤلف والمخرج والمنتج والمؤدي التونسي، محمد العروسي الزبيدي، الذي تم عرضه مساء امس الاحد ليحكي قصة حب جمعت بين يتيم الأب والأم “خالد”، وابنة خالته “خديجة” والذي بدأت تفاصيله منذ الطفولة، وشجرة الخوخ التي كبرت معهما حيث زرعا بذرتها في حوش الدار، وزوج الخالة الذي يتخذ موقفا عدائيا من خالد بعد أن اكتشف قصة حبهما، واقتسامهما ثمرة الخوخ بينهما، إلا أن خالد من خلال السرد سيقوم بالدفاع عن حبه لخديجة.
ويروي العروسي هذه القصة من خلال الحكواتي والذي يمثل شخصية تراثية قديمة جدا توجد في العالم العربي وفي تونس، حيث يحكي حكاية “خوخة”، ويسردها من خلال استعانته بعدد من العناصر الفنية في الأداء، حيث استخدم ببراعة لغة الجسد والغناء المفرد والقصائد الغنائية وآلة موسيقية “الدف” وموال إضافة إلى السرد الذي يعرف قديما عن الحكواتي.
وشهد العرض تفاعلا كبيرا من الجمهور الذين كان أغلبيتهم من الكتاب والمخرجين والمؤلفين والمحررين من مختلف بلدان العالم، وجاءت بعض آراء الحضور لتشير إلى أن العرض استطاع أن يشحن الجماهير والمشاهدين ليجعلهم يعيشون مع الحكواتي داخل قصته وفي تراثياته، واعتبر البعض العرض ذي قدرة على إثارة شجونهم وأحاسيسهم، حيث إنه ومع تعدد الحكواتيين في العالم إلا أنهم لم يستطيعوا كما ذكر البعض من إيصال الفكرة بهذا التميز والحضور المختلف والتمكن، وأكد البعض الآخر بأن الحكواتي تميز بأداء جيد على مستوى الصوت والحضور والتمثيل.
بالإضافة إلى ذلك فقد رأى البعض من النقاد والأدباء أن هذا العرض يعد بعيدا عن المونودراما وأسسها وأن المكان الأنسب لعرض الحكواتي هو فضاء القرية التراثية لأنه عرض مضمونه تراثي بحت، معتبرين الممثل بذلك قد تعدى في أدائه المونودراما، ومن جهته أكد الحكواتي محمد العروسي أن عرضه يأتي ضمن مهرجان الفجيرة للفنون ، وأن المسرح هو الأنسب بالنسبة لهذا العرض ذلك لأن الحكواتي يُعرف قديما بأدائه من خلال جلوسه على كرسي، فالمسرح ما هو سوى نوع من التغيير في الشكل لا أكثر.