العرض الاماراتي ” مرثية الوتر الخامس ” ملحمة مونودراما حقيقية
2016-02-24
نجح عرض المونودراما الاماراتي ” مرثية الوتر الخامس ” على مسرح جمعية دبا الفجيرة للثقافة والفنون والمسرح مساء أمس الثلاثاء 23فبراير ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في استقطاب عدد كبير من الجمهور لما تميز به من أداء رائع ونجاح كبير ،وهو من انتاج هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام وتأليف الكاتب الاردني مفلح العدوان وتمثيل الفنان الاماراتي عبد الله مسعود والتاليف الموسيقي ل عامر محمد وإخراج فراس المصري ، وهو النص الفائز بالمركز الاول في مسابقة النصوص المسرحية في دورتها الرابعة لعام 2015 .
و شكل العمل صورة مقياس الزمن ومحاولات بث الروح من جديد لشخصية زرياب والذي أولى اهتمامه الكبير بالفن والموسيقى وعوقب في العصر العباسي واتهم بين أهله حتى غادر وترحّل في أكثر من دولة حتى استقرّ في الأندلس والتي قدّم واشتهر فيها بإضافة العود الخامس للعود وتقديم أسس غناء الموشحات والمقامات وغيرها من فن الاتكيت.
شخصية زرياب التي وثقها العدوان بمرثية الوتر الخامس حولها االمخرج الى دراما وصورة على المسرح لنبذ العنف الذي يطال الأمة العربية والتي تزرع تحت دائرة الظلام والتكفيريين بشتى المجالات. ويذهب لزرع الأمل عبر الزمن الذي هو كفيل بإعطاء كل ذي حق حقه بالانسجام والحب ونبذ التطرّف
.
واعتمد المصري بالعمل على مقطوعات تجلّى فيها مع شخصية زرياب، ببعد الاتكيت والموسيقى والمونولوج في حكاية زرياب مع نفسه بحثا عن البشر والإنسان على وجه الخصوص العربي.
فيظهر زرياب النادل المهتم بفن الاتكيت والذوق العام وشغفه بالموسيقى من ناحية ثانية، ويتنقل بين أوجاعه الشخصية والتي حملته وكثيرين غيره ما لا طاقة لهم فيه بالظلم والازدراء بأداء حركي يقدمه الفنان الإماراتي بشكل متألق على الخشبة،
وكانت الموسيقى والموشحات حاضرة في العرض ، إضافة الى السلالم الموسيقية التي يحاول فيها زرياب الصعود والنزول واستخدامها في البحث عن حقيقته غير المشوهة.
ونجحت المسرحية في أن تكون بحق عملاً فنياً راقياً مثّل فن المونودراما في الفكرة والمضمون والموسيقى والاضاة ، كما أنه كشف عن طاقات تمثيلية إماراتية جيدة حيث تفوق الفنان عبد الله مسعود على نفسه بأدائه اللافت دون إغفال النص المميز للكاتب الاردني مفلح العدوان وهو ما أنتج في النهاية عملا ناجحا فكرة وأسلوبا.
محمد ابو سماق مدير المركز الملكي الثقافي ومدير مهرجان جرش للفنون اثنى على العرض الاماراتي مشيرا الى أنه نجح في تنفيذ شروط فن المونورداما ويعتبر من انجح الأعمال التي تم عرضها .
