راشد الشرقي يشهد ملتقى الفجيرة الوطني الأول “زايد الانسان والقائد”
2015-11-23
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة شهد سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام صباح اليوم الإثنين 23 نوفمبر 2015 فعاليات ملتقى الفجيرة الوطني الأول تحت عنوان “زايد الانسان والقائد” وذلك ضمن فعاليات أسبوع الإمارات للابتكار في فندق نوفوتيل الفجيرة بحضور الشيخ عبد الله بن حمد بن سيف الشرقي وسعادة محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الاميري نائب رئيس الهيئة والمهندس محمد سيف الافخم مدير عام الهيئة و بمشاركة نخبة من المسؤولين والباحثين الإماراتيين والعرب.
بدأت فعاليات الملتقى بعرض فيلم قصيرعن الشيخ زايد رحمه الله تلته اولى الجلسات بعنوان ” الشخصية القيادية وبناء الدولة”والتي أدارها سعادة محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الاميري وشملت أربع أوراق عمل، ركزت الورقة الأولى التي قدمها معالي سعيد محمد الرقباني بعنوان “زايد الاب : شهادات من الواقع” على مجموعة انجازات تلخص عبقرية زايد مؤسس دولة الامارات وهي: قيام الاتحاد في ظل ظروف استثنائية و صعبة على المستوى الإقليمي في ظل العراقيل التي كان يضعها الاستعمار البريطاني، والضعف العربي بعد هزيمة ١٩٦٧ اضافة الى الظروف القاسية وانشغال كل إمارة بتحقيق احتياجات سكانها ، ثانيا بناء دولة حديثة وعصرية لشعب مستقر وسعيد، ثالثا ترسيخ هوية واحدة لأبناء الإمارات السبع، ، رابعا تحقيق التنوع الاقتصادي ممثلا في حفظ الاقتصاد المتوارث من الضياع واستثماره وتحويله إلى مصدر رزق للمواطنين ، خامسا بناء مجتمع يقوم على حكم القانون وسيادة القانون ، سادسا ترسيخ العلاقات مع دول الجوار والإقليم تقوم على الحكمة والتوازن وبعد النظر ، سابعا وضع الإمارات في موقع دولي يقوم على العمل الإنساني والتعاون الاقتصادي والعمل الخيري.
اما الورقة الثانية التي قدمها سعادة زكي نسيبة حملت عنوان”الخاصية الابوية والقيادية في شخصية زايد” تحدث فيها عن صفات زايد القائد الحكيم بنظرته الشمولية حيث أكد مثاليته في التعامل مع المواطنين والمقيمين مشيرا الى أنه تبوأ مركزا متقدما على الساحة العربية والدولية في تحقيق الامن والسلام لافتا الى أن ماقدمه الشيخ زايد بقيامه وتأسيسه لدولة الاتحاد يعتبر انجازا اسطوريا حيث اصبحت الامارات من أهم مراكز الثقل في كافة الصعد وعلى مستوى دول العالم.
واستعرض سعادة زكي نسيبة ملامح عن سيرة الشيخ زايد وسياسته في التعامل مع المواطنين والوافدين والتي تتمثل في قناعته بأن السلطة امانة ربانية معتبرا نفسه الوالد والأب لكل قبيلة والمسؤول عن كل فرد بشكل حقيقي وليس مجازي .
وأكد نسيبة أن طموح الشيخ زايد بعد قيام دولة الاتحاد تركز على قناعته الراسخة بأن بناء المستقبل يجب أن يبدأ بالتعليم اضافة الى ايمانه العميق بتوفير الحياة الكريمة لكل مواطن ومقيم من خلال تقديم كافة الخدمات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والترفيهية بجانب ضرورة الالتزام بوضع استراتيجية تنموية حديثة مع التمسك بالتراث والهوية.
واختتمت الجلسة الاولى بورقة ثالثة قدمها معالي البروفيسورعلي شمو رئيس المجلس الاعلى للصحافة والمطبوعات وزير الاعلام السوداني الاسبق تحت عنوان “تجربة في الحكمة، شهادة من الواقع” استعرض فيها بعض ملامح الحياة القاسية التي كان يعيشها سكان الامارات انذاك مؤكدا أن الشيخ زايد هو الرجل الوحيد الذي ذلل هذه الصعاب بحنكته وحكمته مشيرا الى انه استطاع ان يجمع جميع ابناء الامارات في دولة واحدة.
وتابع” مايعيشه أبناء الامارات من رغد في الحياة مدينون فيه للفقيد الشيخ زايد رحمه الله، وهناك صعوبات كانت تواجه الدولة انذاك وتمكن بسعة صدره وقوة تحمله من حلها وتذليلها” لافتا الى دوره في احتواء كل النزاعات التي كانت تحدث في المنطقة العربية حتى لقب بحكيم العرب مشيرا الى موقفه القوي عندما أعلن خلال الحرب الاسرائيلية أن الدم العربي أغلى من البترول وأمر بقطع البترول عن جميع دول العالم.
وفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد سابقا تحت عنوان ” السياسة والثقافة والإنسان في شخصية زايد” تحدث في افتتاحيتها فضيلة الشيخ علي الهاشمي المستشار الديني لصاحب السمو رئيس الدولة عن ” زايد الوالد ونهجه الإنساني” مشيرا الى حرص المغفور له بتمسكه بأمته العربية ودينه الحنيف .
وأكد الهاشمي بأن الرؤية الثاقبة للشيخ زايد وايمانه العميق بالله وامكاناته العالية جعلته يقود أهم تجربة وحدوية في العالم مبينا وجود صعوبات كبيرة كانت تعاني منها الامارات والمنطقة العربية ورغم حداثة تجربة دولة الامارات الا أن الشيخ زايد ساهم بفكره وحكمته الناجحة ورؤيته الثاقبة في تبني وحل الكثير من القضايا العربية.
من جهته قدم الدكتور يوسف الحسن من وزارة الخارجية الإماراتية ورقة ثالثة بعنوان “زايد ورؤيته للسياسة والحكم” تناول فيها تجربة الشيخ زايد قبل قيام الاتحاد مؤكدا أن الامارات هي الدولة الوحيدة التي دعمت التعليم انذاك ووفرت كافة الخدمات وبدأت من الصفر.
وأفرد الحسن مجموعة عناصر تميز بها الشيخ زايد هي العمل الانساني، التوازن والاعتدال وقت الازمات، المصلحة الوطنية والتعايش مع الغير.
واختتم جلسات الملتقى الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب بقراءة لمسيرة الشيخ زايد في ” الإعلام والثقافة، وتجربته في بناء التواصل” مبينا أن افعال واعمال الشيخ زايد تفصح عن حقيقة جوهرية تتمثل في ايمانه العميق بالمستقبل ،لان حركة التاريخ كما تتجلى في هذه السيرة تسير ابدا صوب التقدم والرقي .
ولفت أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب الى أن الشيخ زايد ولد وعاش في حقبة زمنية كثرت فيها اسباب التشاؤم والقلق والخوف من المستقبل ولكن هذه الحقبة هي نفسها التي صنعت وبنت شخصية زايد الفذة الذي اسهم في صناعة تحول تاريخي يعرفه الجميع.
وأضاف ابن تميم أن هدف استراتيجية الشيخ زايد هو الخروج من وطأة التخلف الى وضع حضاري جديد لبناء مجتمع اكثر تقدما ونهضة .موضحا ان الوحدة شكلت القضية الكبرى التي نذر الشيخ زايد حياته من اجلها لايمانه بان الوحدة ضرورة ،وأن دولة الاتحاد شكلت التجربة الوحدوية العربية الاكثر نجاحا .
وختم ابن تميم جلسات الملتقى بالحديث الى أن الشيخ زايد كان يسعى الى بناء منظومة ادارية ثقافية متطورة تحافظ على وحدة المجتمع بجانب سعيه الى التواصل مع الاخر والتعاون المشترك مع دول العالم.