فعاليات المونودراما تبدأ بعرضي عمشوطة وميرة
2016-02-21
بحضور كوكبة من نجوم الفن والثقافة في الوطن العربي والعالم بدأت مساء أمس السبت 20 فبراير على خشبة بيت المونودراما بدبا الفجيرة عروض المونودراما لليوم الأول من مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الاولى والذي يستمر حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري .
أول العروض المسرحية حمل عنوان ” عمشوطة ” لفرقة فرجة للجميع من المملكة المغربية وتأليف واخراج حمزة بولعيز وتمثيل جليلة التلمسي من المغرب .
وعرض ” عمشوطة” هو عمل مدعم من طرف وزارة الثقافة المغربية برسم الموسم الحالي إلى جانب بعض الشركاء الآخرين كفرقة دباتيتر وفرقة فرجة للجميع… حيث سرد عرض ” عمشوطة” حكاية نادلة بمقهى شعبي بمدينة طنجة المغربية لصق بها هذا اللقب الذي هو في الأصل اسم المقهى لدرجة انها نسيت اسمها الحقيقي خمس عشرة سنة من العمل بهذا المقهى دون انقطاع. في يوم من الأيام و بعد علم السيد الدباج صاحب المقهى بحملها طردها من العمل بدعوى أنها أصبحت بشعة الشكل لا تصلح لخدمة الزبائن. العمل يندرج ضمن خانة مسرح المقاهي هو تجربة مسرحية أخرى تضاف لباقي التجارب الجديدة والتي من خلالها يعمل أصحابها على تطوير فنون العرض الحي من خلال البحث عن أفضل الطرق للتقرب أكثر من الجمهور الكبير الذي أصبح اليوم يميل أكثر فأكثر إلى الصورة.
الجمهور في هذا العرض كان متفاعلا ومشاركا مباشرا فهو الزبون وفي نفس الوقت متفرج يرتاح على الكراسي ويستمتع بالعرض إلى جانب الشاي و شربة البيصارة التي تقدمها (عمشوطة) لكافة الجمهور مع بداية كل عرض.
العمل المسرحي تجسده الممثلة المتألقة جليلة التلمسي، أول ممثلة عربية تخلت عن شعرها لتجسد أحد الأدوار والتي حصلت من خلال هذا الدور على عدد كبير من الجوائز الدولية نذكر أهمهما جائزة أحسن ممثلة بالمهرجان الدولي للسينما بالقاهرة.
“ عمشوطة” نص عن “آلة دفع الحساب” لماتي فيزنيك، تصور وإخراج الشاب حمزة بولعيز, خريج مؤسسة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي, هذا الأخير الذي أخرج للمسرح مؤخرا أعمالا تميزت بأسلوب خاص يميزه كفنان مستقل نذكر منها “حسن الكليشي”.
كذلك قدم خلال اليوم الأول من المهرجان عرض مسرحي بعنوان ” ميرة ” لمسرح موزاييك من الجزائر من تأليف واخراج بوسهلة هواري هشام وتمثيل سعاد جناتي . تناول العرض الذي عرض على مسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح حكاية ” ميرة ” هو عرض مونودراما مدته خمس وخمسون دقيقة مستمرة مقسمة على ثلاث مراحل من الزمن ، ولهذا التقسيم الزمني مكانة في حكايته حكاية “ميرة ” .
ميرة بائعة الدمى وصانعتها من قش وخيش بخيط الحلفة المبرومة ، وتعيش ميرة مثلها مثل كل امرأة على هذه الارض حيث إنها تعمل وتحلم وتعشق وتضحك وتطمح ، لكنها لم تعتقد يوما ان كل هذا مسألة الوقت الذي يتلاشى او يمضي ولكنه لا ينتظر احدا .
مؤلف و مخرج هذا العمل استطاع ان يخلق حالة من التوازن بين حجم التفاصيل التي تم سردها ، وبين المشهد البصري الذي لم يلجأ فيه الى المغالاة او تحميل اشياء اكثر مما تحتمل .حيث كنا امام بناء بصري بسيط هدفه اعطاء المجال للممثلة سعاد جناتي . كما ان ارتحالاتها المستمرة بين كل الشخصيات التي جسدتها وتنقلت بينها مستفيدة من ادوات بسيطة لكنها كانت كافية لخلق فضاء منسجم مع بعضه ، ومتناغم مع البنية الحكائية التي اتسمت هي الاخرى بالبساطة والعفوية . كما ان الاضاءة التي نسجت هي الاخرى بنية جمالية اضفت ميزة اخرى . ولعبت الموسيقى وصوت الاطفال اي “الدمى ” في العمل دورا مهما .
وامتاز العرض الجزائري بالأداء الفني العالي واستطاعت الممثلة أن توصل فكرتها بنجاح إلى المتلقي رغم حاجز المدة الطويلة للعرض ، كما امتاز العرض بوضوح وفهم اللهجة الجزائرية .