ملتقى الفجيرة الإعلامي يتناول في جلسته الثانية “أمة إقرأ ودورها الحضاري المنشود “
2016-10-25


تواصلت جلسات ملتقى الفجيرة الإعلامي في يومها الأول بتسليط الضوء حول قضايا تتعلق بالقراءة والثقافة والأدب، وجاءت الجلسة الثانية لتقدم حلقة نقاشية حول “أمة إقرأ.. ودورها الحضاري المنشود”، برئاسة الكاتبة الإماراتية والرئيس التنفيذي للسعادة والإيجابية في كليات التقنية العليا بدبي، الدكتورة آمنة المنصوري، والتي تحدثت في بداية الجلسة مشيرةً إلى التجارب المختلفة التي مر بها الإنسان في حياته، والاكتشافات المختلفة ،وبدايات انطلاقة الكتابة والقراءة
وأضافت المنصوري:”أصحبت القراءة الجادة المستمرة في أي مجتمع، عنواناً لتقدمه وطريقاً للنهضة والحضارة، حتى جاء زمن آخر تغيرت فيه المفاهيم، فنسي فيه الإنسان نفسه وذاته وإنسانيته، وبات يتخبط كلما ابتعد عن القراءة، ليرجع إلى زمن التعب والحاجة، وما كان نتاجه أن تمر الإنسانية بحالة من اليقظة فتبحث عن “أمة إقرأ” كي تعلمها من جديد القراءة، فوجدوا أمة تقرأ أقرب إلى ما تكون إلى أنها لا تقرأ”.
ومن جهته، أكد الأكاديمي والروائي والمترجم ومنتج البرامج الإذاعية التونسي، محمد آيت ميهوب، على أهمية الترسيخ في القراءة لدى النشء، مستشهداً بمقولة الروائي التشيكي “كاستار” حيث قال: “على الكتاب أن يكون الفأس التي تكسر البحر المتجمد فينا”، وتحدث عن الأدب في زمن الطفولة مشيراً إلى أنه أساس كل قراءة في مختلف العلوم لأن القراءة بالنسبة للطفل وقراءته للأدب بالتحديد، هي وسيلة لتكوين هويته بخاصةٍ وإن تمت ممارستها منذ ولادته. ، وأكد أن الأطباء تحدثوا عن القراءة بوصفها وقاية لبعض أمراض الشيخوخة مثل الزهايمر، وأعطى مثالاً أن في بعض الدول الغربية مثل باريس وروما ولندن يستغلون نصف ساعة للذهاب إلى العمل صباحاً، عبر القطار أو المترو ليقرؤوا كتاباً بدلا من قيادة السيارة لكي لا يحرموا أنفسهم من القراءة، وتمنى أن يرى مثل هذا النموذج قريباً في دولنا العربية التي تهتم وتُقدر القراءة، كما أن الأنشطة القرائية مهمة في مدارس الدولة والقراءة التعبيرية أساس اللغة والثقافة الصحيحة، ويجب على المعلم أن يقرأ للطلاب ويحثهم على القراءة ، ، وخلاصة القول، أن الاستماع إلى القراءة هو نوع من القراءة أيضاً، ووسيلة جيدة ومحفزة للفهم.
الشاعر والمترجم والأكاديمي والباحث في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، الدكتور فايز الصياغ، تناول قضية القراءة والأمية في المجتمعات العربية، ودور الإعلام بوسائله المختلفة في تبادل الثقافات بين الدول، متناولا تاريخ القراءة الذي بدأ منذ الثورة المعرفية الأولى في التاريخ والانتقال إلى قراءة المخطوط اليدوي إلى المخطوطات المترجمة إلى السريالية والعربية واليونانية، كما اشار الى الثورة المعرفية الثانية والتي شهدها الافراد قبل خمسين عاماً بتقدم وسائل التواصل بصورة عامة فأصبحت عملية سهلة لنقل المعلومات والمعرفة للأطراف الأخرى قياساً بحجم التراكم المعرفي آنذاك، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الدخول إلى مجتمع المعرفة والتي شهدناها مع استحداث الانترنت، فأصبح الناس يطلعون ويقرؤون الكتب والمعلومات من خلال الانترنت والوسائل والوسائط المعروفة من آي باد وهواتف نقالة وإيميلات وغيرها.
وسلطت الكاتبة والمدونة العمانية ليلى البلوشي الضوء حول الماضي، والغاية آنذاك من القضاء على الأمية في المجتمع الصحراوي، وقالت: “كنا مشغولين بالتجارة والزراعة وبجوانب حياتية أخرى، وبعد أن جاءت طفرة البترول احتاجت إلى مجتمع متعلم يكون مواكباً لهذا التطور وبوجود هذا المجتمع المتعلم تم تقليص نسبة الأمية، والسؤال هنا، كيف يقرأ؟ وهل القراءة مُجرد هواية أم أسلوب حياة”، لأن هذا يشكل فارقاً كبيراً، فهنا يأتي أول طريق لصناعة أمة إقرأ في الحضارة سواءً في الشرقية أو الغربية، لأنه لدينا متعلمين ولكن أين هو القارئ ومن هو هذا القارئ وكيف نصنع القارئ كي يكون قارئاً نافذاً مكتشفاً، ولديه وعي مختلف لما يقرأ وليس مجرد قارئ.
وتابعت البلوشي قائلة : “أنا أختلف مع الرأي الذي يقول أنه لا يوجد قراء، فالقراء موجودون في جميع الدول، والكتب تباع إلكترونياً، وهنا يمكن أن نحدد القارئ والناقد والمكتشف وصولاً إلى الوعي الثقافي ليكون مشاركاً في بناء الحضارات وذلك يأتي من خلال تأسيس القارئ الواعي، واختتمت البلوشي حديثها بعبارة للرئيس الفرنسي السابق ” فرانسوا متران “، حيث يقول: “أصعب مهمة سياسية في فرنسا هو أن تختار وزيراً للثقافة، لأن الشعب يقرأ حوالي خمس مائة رواية كل عام”.
واختتم الجلسة القاص والروائي والكاتب الصحفي السوداني، عيسى الحلو مؤكداً بأن القراءة لاتتضمن فقط القراءة البصرية بل إنها تستلزم مشاركة القارئ بكل حواسه ولا بد من تسليط الضوء حول بعض المصطلحات مثل: ماذا تعني القراءة؟، وماذا تعني الكتابة؟، وقال: “إن الكاتب يكتب ليصنع أو يجد إجابات في مختلف المجالات السياسية والثقافية والفنية، ونحن نسأل كذلك لكي نعرف ما يدور حولنا من أحداث مختلفة، وأضاف: “إننا لو قارنا بين الكاتب والقارئ، لوجدنا أن الكاتب يصنع بعض الحيل لتوصيل ما يريد توصيله إلى القارئ، ويخلق له عالماً مختلفاً، والراوي كذلك لا يختلف كثيراً عن الكاتب فهو الآخر لا يستمتع بصناعة وصياغة الرواية بينما القارئ يستمتع ويقرأ ما كتبه الرواي دون أن يجهل الطريقة التي عاناها الكاتب أو الراوي”، وختاماً لابد من أن نعلم أن القراءة والكتابة هما عملة واحدة فالكاتب يحتاج إلى قارئ وحرية الكاتب لا تتحقق إلا بحرية القارئ.

الإشتراك في النشرة البريدية

كن على إطلاع على أحدث الفعاليات والأخبار