ملتقى الفجيرة الاعلامي يختتم فعالياته ببحث “دور وسائل التواصل الرقمية في التنوير”
2015-10-08
بحضور سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ومعالي وزيرة الثقافة الأردنية د. لانا مامكغ اختتم ملتقى الفجيرة الإعلامي فعاليات دورته السادسة بجلسة ختامية بعنوان (دور وسائل التواصل الرقمية في التنوير) أثارت جدلا كبيرا بين المتحدثين والحضور حول إيجابيات التقنية الرقمية وسلبياتها.
الامين العام للهيئة الدولية للمسرح علي مهدي مدير الجلسة ركز في مقدمته على المواقع الالكترونية ومفهوم التنوير والتحديات الثقافية للتكنولوجيا واستخدام أدوات التواصل الحديثة مؤكداً أنها من أهم جلسات هذا الملتقى ووصفها بالمؤثرة على مشروع التنوير العربي.
أول المتحدثين الباحثة في علوم الاتصال ورئيسة الرابطة العربية لعلوم الاتصال اللبنانية الدكتورة مي عبدالله ركزت من خلال ورقتها على مفهوم التنوير وأهمية استخدام العقل والعلم في العمل الاعلامي وفي التواصل بين شخصين مؤكدة أن النقد والتحليل وعدم التسليم والثقة في كل ما يطرح هم العناصر الأهم لتنوير المتلقي.
وشددت عبدالله قائلة: ” إذا أردنا الوصول الى مستقبل باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الاتجاهات الصحيحة لابد أن نتسلح بسلاح العقل والمعرفة والتحليل لكل ماينشر في وسائل التواصل الاجتماعي ونساهم بفعالية في التكنولوجيا”.
بدورها استعرضت المحاضرة بجامعة البحرين اخصائية التعلم الالكتروني بسمة قائد بطريقة فاحصة وعلمية محتوى مواقع التواصل الاجتماعي من تدوين وشخوص وملامح ثقافية عامة لافتة الى أن هذه المواقع تستخدم للحصول على المعلومات والأخبار مؤكدة حاجتها إلى تكاتف المؤسسات الحكومية والخاصة من أجل أن تضع محتوى رقمياً حقيقياً وفهارس لمكتبات وقواعد بيانات لتكون مرجعاً للباحثين في العلوم المختلفة.
وأشارت الى أن الانسان يعيش معركة مع نفسه لذا يحتاج إلى تحصين نفسه بالتسلح عن طريق التفكير العلمي والنقدي بالعلم والمعرفة والمشاريع الإلهامية والدخول في خوض أفكار ابداعية .
وأوصت قائد بالاهتمام بتعزيز اللغة العربية من جانب المؤسسات وإقامة مؤتمرات متخصصة لها للحفاظ عليها باعتبارها هي الأساس لارتباطنا الانساني والفكري.
من جهته اعتبر كبير محرري مجلة العربي الكويتية الدكتور اشرف ابو اليزيد أن البحث في مفهوم التنوير لايعني البحث عن معناه القاموسي وازجاء محاضرات ودروس حول التنوير وعالمه، موضحاً: “من المهم جداً أن نطبق مفهوم التنوير كواقع عملي ونحلله إلى عناصره الأولى ثم ننقله الى الواقع فاذا كان التنوير يعني الارتباط بالحقيقة والصدق والتواصل واحترام الحضارات الاخرى وتبادل المعارف فلماذا لايكون ذلك ضمن برامج ثقافية”.
وشدد أبو اليزيد على أنه لايجب ان يمارس الاعلام من هو غير أهل لذلك وبعيد عن المهنية، مبيناً أن وجود الشخص في منبر اعلامي يعني انه يؤثر على المتلقي سلباً أو ايجاباً متمنياً أن يتبنى القائمون على الاعلام أدواراً تنويرية ليس فيها عنصرية او تزييف.
وتحدث وزير الثقافة السوري الأسبق رياض نعسان آغا عن المقاربة بين حركة التنوير العربي والأوروبية موضحاً أن العرب اخطأوا عندما أخذوا كل تفاصيل التنوير الاوروبي ليطبقوها على مقاسهم لافتا الى أن ذلك يذكره بسرير بروكست الذي يضطر فيه الى قطع الساقين لتكونا على مقاس السرير.
واعتقد الآغا ان فكرة القطيعة المعرفية التي نادى بها الحداثيون في اوروبا لم تكن منسجمة مع ثقافتنا العربية لان العرب يرتكزون الى ثقافة راسخة وعريقة جداً، مشيراً الى أن الذين نادوا بهذا التنوير والحداثة وجدوا أنفسهم يصلون الى متاهات.
وأضاف الآغا: “هؤلاء عندما لم يجدوا فلسفة يقدموها للعالم قدموا البنيوية وهي لسانيات ثم وجدوا أنفسهم يقولون مابعد الحداثة ثم جاءوا ليقولوا مابعد ما بعد الحداثة والنتيجة صفر” متمنيا أن لايتكرر ذلك في الثقافة العربية.